السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١١١
وقد كان الرسول يوطن فيه من صغره الشجاعة والمواجهة والخشونة. وكان اختياره له ليبيت في مضجعه ليلة الهجرة صورة من صور التربية النبوية له والتي تعده ليكون قائدا فذا يحمل راية الإسلام النبوي من بعده. وتروي كتب التاريخ. أن عليا كان صاحب لواء الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر وفي كل المشاهد (23) وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي في حجة الوداع أمام أكبر حشد من الصحابة والمسلمين في تاريخ الدعوة إنما تؤكد هذه الخاصية وهذا الدور الذي وكل إليه.
وهي تؤكد من جانب آخر شرعية هذا الدور وارتباط خطوات الإمام ومواقفه المستقبلية بحدود الشرع وبالإسلام النبوي..
يروى أن عليا نشد الناس قائلا: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام. فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا: بلى قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (24).
ويوم غدير خم أيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي (25).
وقال صلى الله عليه وسلم: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي (26).
وغدير خم موضع ماء يقع في واد بين مكة والمدينة توقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حين عودته من حجة الوداع وخطب فيه خطبة طويلة جزء منها كان خاصا بالإمام علي وبأهل البيت وهم علي وفاطمة والحسن والحسين.

(٢٣) أنظر طبقات ابن سعد ج‍ ٣.
(٢٤) أنظر مسند أحمد ١.
(٢٥) أنظر مسلم كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب علي..
(26) المرجع السابق..
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة