بال مذاهب الإسلامية وتقديس ابن تيمية ورفعه فوق فقهاء المسلمين والتعتيم على المدارس الإسلامية الأخرى..
وقد اكتشفت أن هؤلاء الذين ينادون برفض المذهبية من الشباب ورموز التيارات الإسلامية هم متمذهبون دون أن يعلموا. فهم إن كانوا يرفضون الالتزام بمذاهب الفقهاء الأربعة المعروفة هم في الحقيقة يتبعون مذهب الحنابلة بل ويلتزمون بالشق المتطرف منه الذي تبناه ابن تيمية وبعثه محمد بن عبد الوهاب.. (27) لقد تبين لي أن أية محاولة لنبذ الاتباع والتقليد إنما هي في حقيقتها محاولة لنقل المرء من اتباع إلى اتباع ومن تقليد إلى تقليد. فهؤلاء الذين ينادون برفض المذهبية والتقليد إنما تمذهبوا بمذهب ابن تيمية بطريق غير مباشر بل ومذهب باعث أفكاره وأطروحته محمد بن عبد الوهاب فهم قد انتقلوا من تقليد واتباع أبي حنفية والشافعي ومالك وابن حنبل إلى اتباع وتقليد ابن تيمية وهم بهذا لم يأتوا بجديد سوى أنهم غرروا بالشباب المسلم وعزلوه عن المدارس الإسلامية المتنوعة وحصروه في دائرة مدرسة محددة شاذة عن المسلمين.. (28) وفريق التكفير عندما نادى بنبذ التقليد إنما وقع في نفس المتاهة وانتقل بأتباعه من تقليد أهل الفقه المعروفين إلى تقليد شكري مصطفى مؤسس تيار التكفير وصاحب أطروحته وبالبحث والدراسة فيما يتعلق بالمذاهب والمدارس الإسلامية المختلفة توصلت إلى الحقائق التالية:
أن هناك مدرسة منبوذة بين مدارس السلف وهي مدرسة آل البيت (ع)..
أن نبذ هذه المدرسة وعزلها كان لأغراض سياسة..
أن هذه المدرسة تتلمذ عليها الكثير من الفقهاء على رأسهم مالك وأبو حنفية والشافعي..
أن الشيعة هم الطائفة الوحيدة من بين المسلمين الذين يتقيدون بهذه المدرسة ويتلقون منها..