أن مدرسة الحنابلة وخاصة جناح ابن تيمية هم خصوم لهذه المدرسة متربصون بها..
أن ابن تيمية هو أبرز فقهاء السنة وأكثرهم عداء للشيعة ومحاربة لها.
بعد هذه النتائج بدت المسألة لي أكثر وضوحا. هناك مجموعة من الخطوط التي عبثت بها السياسة وهناك خط معادي من الجميع.. (29) الخطوط هي المذاهب..
والخط الآخر هو خط آل البيت (ع)..
والسؤال الذي فرض نفسه علي بعد هذا كله هو: لماذا يعادى خط آل البيت (ع). وما هي معالم هذا الخط. وأين هي أطروحته..؟.
وبالطبع لم أجد الجواب عند القوم. فقد محت السياسة كل شئ يتعلق بآل البيت من تراثهم ولم تبقى إلا على القشور وما يخدم مآرب وتوجهات ومصالح الحكام. فمنذ أن برز معاوية وساد الخط الأموي وبدأت الأمة تسير في خط آخر معاد لآل البيت بدأ بسب الإمام علي على المنابر وانتهى بذبح وتصفية أبناءه وأشياعهم ومحو تراثهم وعلومهم.. (30) منذ ذلك الحين برزت عائشة وابن عمر وأبو هريرة لينطقوا بلسان الرسول (صلى الله عليه وآله) ويكونوا المتحدثين الرسميين باسم الإسلام لتتبعهم الأمة وتسير على هداهم..
من هنا فقد تكشف لي أن عملية حصر دائرة الاتباع في مدرسة محددة إنما هي وليدة مراحل سابقة لمرحلة ظهور المذاهب. أنها وليدة عصر ما بعد وفاة الرسول.
وبرزت بصورة أكبر على يد الأمويين بقيادة معاوية الذي وجه الأمة نحو صحابة ورموز تدعم شرعيته ولا تتناقض مع خطه وقام بنبذ الصحابة والرموز الذين يوالون خط آل البيت بقيادة الإمام علي والتعتيم عليهم.. (31) وهكذا تبين لي أن الاتباع والتلقي قد قام على أساس الانحياز لخط معين من الحكام. وأن الأمة سارت في ذلك الخط على حساب مدرسة آل البيت وخطهم.
وأن هذا الانحياز كان بتخطيط وتوجيه من الحكام. وأن الأمة سارت على هذا