المصريين في بيت أحد أساتذة الجامعة الكويتية. في الوقت نفسه كنت أداوم على حضور جلسات الأخوان الكويتيين والتي كانت تقام في جمعية الاصلاح الاجتماعي مركز نشاطهم بالكويت. بالإضافة إلى مداومتي على حضور جلسات حزب التحرير والتي كانت تقام في بيوت أعضاء الحزب. وفوق هذا كانت لي صلاتي بالتيار السلفي. وقد حاول حزب التحرير تجنيدي للعمل معه إلا أنني اصطدمت بطرحه ولم تسترح إليه نفسي. وكان حزب التحرير دائم الهجوم على جماعة الأخوان والتشكيك فيها. وكانت جماعة الأخوان تقوم بنفس الدور في مواجهته كما أعلن الأخوان الكويتيون الحرب على الأخوان المصريين وكان التيار السلفي يهاجم الجميع ثم ما لبث أن بدأ ينشق على نفسه لتخرج من دائرته جماعات تميل لخط جهيمان وجماعات تميل للجهاد. وهكذا وجدت نفسي في دوامة الخلافات والصراعات من جديد وقررت أن أنأى بنفسي عنها وكانت قد بدأت تباشير الثورة الإسلامية في الظهور وبدأت أحداثها تخطف الأبصار وكان نجاحها قد شكل هزة كبيرة للإسلام السائد وفتح الآفاق أمام خط آل البيت مما مهد الطريق لي ولكثيرين غيري نحو التشيع.
لقد كانت الثورة الإسلامية في إيران بمثابة ضربة موجعة للتيار السني الذي ظل لسنوات طويلة ينادي بإقامة الخلافة ويعد ويمني بها. وفي الوقت نفسه كانت بمثابة دفعة قوية لي نحو الالتزام بخط آل البيت. إن نجاح هذه الثورة كان في الحقيقة نجاحا للأطروحة الشيعية. ونجاح الأطروحة الشيعية يعني رسوب الأطروحة السنية (16).
(16) - كتبت الكثير من المقالات عن الثورة الإسلامية في مجلة البلاغ التي كنت أديرها آنذاك.