وإن ظلم وجلد الظهور واستولى على الأموال ولا يجوز الخروج عليه وترك طاعته (2)..
هذه هي صورة الإمام عند القوم. وهي على ما تبدو صورة سيئة لا توقر هذا المنصب بل تضعه في دائرة الشك..
وإذا كانت الأمة سوف تعتمد على أئمة هذه شاكلتهم..
وإذا كان الإسلام سوف يكون رهينة هؤلاء الأئمة..
فإن هذا يعني ضياع الأمة وضياع الإسلام..
وهو ما حدث من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مرورا بالخلفاء والأمويين والعباسيين وغيرهم من حكام المسلمين الذين اعتبروا في عرف القوم أئمة بشر بهم الرسول وأوجب على الأمة طاعتهم. وكانت النتيجة أن غاب الإسلام الرباني وحل محله إسلام آخر في واقع المسلمين. إن قضية الإمامة عند القوم قد أخضعت للسياسة وتم تأويل النصوص الواردة فيها بما يخدم الحكام ويضفي المشروعية عليهم..
يروي مسلم أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن هذا الأمر لا ينقي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة وفي رواية أخرى: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة (3)..
وفقهاء القوم يتخبطون في تعيين الأئمة الاثني عشر الذين قصدهم الرسول بالحديث إلا أنهم استقروا في النهاية على تعيينهم كما يلي:
الأول أبو بكر والثاني عمر والثالث عثمان. والرابع علي والخامس معاوية.
والسادس يزيد ولده. ثم عبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز (4)..
وحصر الأئمة الاثني عشر في حدود بني أمية إنما هو تفسير تفوح منه رائحة السياسة ووضع يزيد بن معاوية من بين هؤلاء الأئمة الذين بشر بهم الرسول وهو على ما هو عليه من الفساد والزندقة بشهادة القوم يعني أن قضية الإمامة قضية منهارة وخاوية في فقه القوم وما لها هوية ولا أساس..