هناك عدة عوامل جذبتني لخط آل البيت وللأطروحة الشيعية. وهذه العوامل منها ما يتعلق بالأطروحة السنية..
ومنها ما يتعلق بالواقع الإسلامي..
ومنها ما يتعلق بشخصي.. ومنها ما يتعلق بالأطروحة الشيعية..
أما ما يتعلق بالأطروحة السنية فهو ما قد بيناه من أن هذه الأطروحة إنما هي وليدة السياسة وتقديم فقه الرجال على فقه النصوص وهذا الخلل الحقيقي فيها والذي يتجنب القوم علاجه وأما ما يتعلق بالواقع الإسلامي فهو يتمثل في تلك التجربة الطويلة التي عشتها مع التيارات الإسلامية ولمست فيها عن قرب مدى المأزق الفكري والحركي الذي تعيشه هذه التيارات بسبب هذه الأطروحة وبالنسبة لشخصي فقد عشت فترتي السنية رافعا شعار العقل فلم أجد لي مكانا بين القوم ولاحقتني الإشاعات والاتهامات وأدركت فيما بعد أن أستخدام العقل عند القوم يعني الزندقة والضلال ولقد كنت أدرك جيدا أن التنازل عن العقل يعني الذوبان في الماضي وبالتالي يصبح المرء بلا شخصية يواجه بها الواقع..
وأذكر عندما كنت رهن الاعتقال في أوائل الثمانيات أن عرض على بعض قادة تيار الجهاد مشاركتهم في النشاط الفكري الذي يجري داخل المعتقل تحت إشرافهم. فرفضت هذه الطلب متعللا بما يلي:
إنني لن أعرض ما أعرض دون تمحيص ودون إعمال العقل فيه وهذا لن