عمر. قالت: أبو عبيدة بن الجراح وكما يظهر من هذه الرواية أن عائشة أطاحت بعثمان من بين الثلاثة الذين أجمع عليهم القوم ووضعت مكانه أبي عبيدة مناقضة بذلك كل النصوص الأخرى التي تضع عثمان من وراء عمر. فمن نصدق:
عائشة أم القوم؟..
يروي الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة قال: دخلت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة عثمان وبيدها مشط. فقالت: خرج رسول الله من عندي آنفا رجلت شعره فقال لي: كيف تجدين أبا عبد الله عثمان؟
قلت: قال: أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا (4)..
ويعلق الحاكم على هذه الرواية بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد واهي المتن. فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وأبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر سنة سبع (5)..
وقال الذهبي: هذا حديث منكر المتن. فإن رقية ماتت وقت بدر وأبو هريرة أسلم وقت خيبر (6) ومثل هذه الرواية التي نجد منها كثيرا في كتب القوم إنما تدل على محاولات الوضع والتضخيم لشخصيات مهزوزة. وتخبط القوم فيها إنما يعود سببه إلى حيرتهم بين نكران السند ونكران المتن. فهم قد أنكروا المتن هذه المرة ولم ينكروا السند كما جرت على ذلك عادتهم. وهذا قمة التناقض. وليتهم ساروا على هذا النهج مع الروايات الأخرى لكان من الممكن أن يريحونا من كم كبير من الروايات المخترعة لتضخيم الرجال. ولكنها السياسة..
أما ما يتعلق ببقية العشرة فقد جاء القوم بروايات تسهم في زيادة الحيرة وترفع من درجة الشك في المسألة من أساسها.
فعن الزبير بن العوام أحد العشرة يروي البخاري، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة عن مروان بن الحكم قوله: كنت عند عثمان إذ أتاه رجل فقال:
استخلف؟ قال: وقيل ذلك؟ قال: نعم. الزبير. قال: أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم. ثلاثا..
ومثل هذه الرواية لا تدل عن منقبة ولا شئ. وليست سوى شهادة من عثمان لصالحه. وهي شهادة لا ترفع من قدره لكونها صادرة ممن يحتاج إلى من يرفع