النبي صلى الله عليه وسلم، في الصلاة سلفا وخلفا، كما تقدم، ولله الحمد والمنة فالإجماع على خلافه في هذه المسألة، لا قديما ولا حديثا، والله أعلم.
ومما يؤيد ذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه، والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من رواية حياة بن شريح المصري عن أبي هانئ حميد بن هانئ عن عمرو بن مالك أبي علي الحسيني عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله، ولم يصل على النبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجل هذا) ثم دعاه فقال: (إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد الله عز وجل، والثناء عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد، بما شاء) (1).
وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي داوود الأعمى عن بريدة قال: قلنا يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك، قال:
قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم، إنك حميد مجيد) (2).
وروى الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم قال، سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قالوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد (3).
وروى الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: