إن في الغرب بضاعتين بضاعة يزجيها إليكم وبضاعة يضن بها عليكم فأما التي يزجي فإنها تسلبكم أخلاقكم، وقيمكم، وتاريخكم، وشخصيتكم وأما التي يضن فهي سر تفوقه المادي عليكم هي علمه وفنون صناعته (تكنولوجيته) فما بالكم أقبلتم على التي يزجي وتركتم التي به يضن فما حصلتم غير القشور غير الزبد وتركتم ما ينفع الناس!
إن في خزائننا الجواهر وإن علاها التراب من طول الزمن وكثرة الكيد (1) وإن ما عندهم سراب خادع أو معدن براق لكنه غير أصيل فلا ينبغي أن نترك الجواهر في خزائننا لنمد أيدينا للمعادن غير الأصيلة ما ينبغي أن تكون اليد المتوضئة هي السفلى واليد الأخرى هي العليا فكيف إذا كانت اليد المتوضئة تملك الجواهر كيف ترضى أن تمتد وأن تكون هي السفلى وذلك لا يمنع من أن نستفيد بعلم الغرب وتجربته.
من غير أن نهجر قيمنا، ومبادئنا، وأخلاقنا، وعقيدتنا من غير أن نترك ديننا فلا تبيع ديننا ولو كان بالدنيا كلها!