والرغبة تولدها القدوة.
والاثنان يتحققان إذا كان الحكم للاسلام، وكان حكامه من المسلمين من أجل ذلك كله كان حرص أعداء الاسلام على إبعاده عن مجال السلطة ليحرموا الاسلام الرهبة والرغبة.
ومن ثم ليبقى مجرد هيكل أقرب إلى الموت منه إلى الحياة ولقد وضح ذلك مما فعلوه في العالم الاسلامي.
ولنأخذ مثلا تركيا:
حين فكروا في إبعادها عن الاسلام بذلوا جهودهم " لعلمنة " القانون وتدرجوا ففي كل عشر سنوات يتم علمنة جانب من جوانب القانون منذ سنة 1256 ه (1840 م) ثم صارت كل حوالي عشرين سنة حتى تمت أكبر علمنة بإعلان إلغاء الخلافة سنة 1343 ه (1924 م).
وفي مصر:
اقترنت " علمنة " القانون بالإحتلال الأجنبي فكانت أول علمنة سنة 1301 ه (1883 م) بعد الاحتلال بسنة واحدة واقترن إلغاء الامتيازات الأجنبية بشرط الأجانب الاستمداد من التشريع الغربي بعيدا عن الشريعة الاسلامية ثم اقترن إلغاء النص على أن دين الدولة هو الاسلام في دستور مصر المؤقت سنة 1958 م ثم في ميثاق العمل الوطني سنة 1962 اقترن بأحداث داخلية يعرف عنها الكثير الكثير وأكثر الدول الاسلامية - بكل أسف - تمت فيها علمنة القانون.
والدول التي لا تزال فيها بقايا تطبيق الشريعة تحيط بها المؤامرات من كل جانب لعلمنة القانون، ويجري التمهيد لهذه العلمنة بما يجري من " علمنة التعليم " وعلمنة الإعلام فيوجد جيل علماني يقدس القانون العلماني ويولد نتيجة الإعلام - رأي علماني يتقبل مثل هذه العلمنة.
وهكذا عملت العلمانية من خلال التعليم، من خلال الإعلام من خلال القانون ولننظر كيف عملت " القومية في مواجهة الدين