ذلك في إنكار اختلاف فطرة المرأة عن الرجل غباء أو تغاب فلا شك في هذا الاختلاف ومن ثم وجب اختلاف المناهج وفقا لهذا الاختلاف، ووجب اختلاف مجالات العمل كذلك تبعا لهذا الاختلاف.
ذلك لو كان الذين يخططون لتعليم البنات يصدرون عن فهم إسلامي أو حتى عن فهم ذاتي مبرأ من التدخل الأجنبي.
أما أن يصير الأمر مجرد من مزاحمة للبنت مع الولد بحجة التمدين والتحضر حتى لو صادم ذلك فطرتها وطبيعتها بحيث ترى البنت مهندسة وصانعة وعاملة في الأفران فذلك لا يقره عاقل.
كذلك يسبق خطوة الاختلاط خطوة أخرى هو تعرية المرأة " المسلمة " أو كشف الحجاب عنها كذلك تحت دعاوي التحرر والتمدين وما حدث في الكويت الشقيقة منذ سنوات أقرب مثل.
لقد كانت الكويت - وهي جزء من الجزيرة العربية. تفرض عادتها الاسلامية الحجاب على المرأة.
وبغض النظر عن عن الخلاف الفقهي في صدد كشف وجه المرأة.
فإن الأمر لم يقتصر على كشف الوجه بل كشفت المحارم التي لا خلاف على حرمتها.
وكان آخر ما قدمته الكويت المسلمة إحراجا لضيف كبير مسلم إن رقصت فتياتها المراهقات بملابس قصيرة تكشف عن أفخاذهن وبأداء متكسر مثير أمام الضيوف الكبار الذين امتدت بهم الجلسة إلى ما بعد منتصف الليل.
وهكذا يسبق التحرر الاختلاط ليزول الحياء قبل الاختلاط فيسقط آخر مانع يحول دون اشتعال النار.
وهكذا ينزوي التعليم الديني.
مع ذلك الضجيج الهائل من حوله ومع ذلك التخريب الهائل من داخله وهكذا مثلت " الازدواجية " في التعليم تكتيكا مرحليا " مارسه أعداء الاسلام في الشرق الاسلامي المسكين ".