" فهم يطردون الغرب سياسيا ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيا (1) ".
ولقد بدأ هذا السبيل مبكرا ربما ليسارعوا إلى تخريج الأساتذة التي تجري " تفريخ " مبادئهم بعد ذلك في بلادهم بغير حاجة إلى ابتعاث الجدد، وبغير حاجة إلى جهد غير وطني. وهو ما يصرح به نفس الكاتب السابق حين يقول " أما الآن فقد قبلت التأثيرات الغربية في الشرق الأدنى إلى درجة تجعل من الصعب التحقق من أن امرءا ما قد ذهب أو لم يذهب إلى أوروبا أصلا، فقد أصبح العرب " متغربين بدون أن يتكلفوا عبء الذهاب إلى أوروبا ".
ومثل ذلك هو الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي الذي ابتعث إلى باريس خمس سنوات (1826 - 1831) ليعود بعدها يصرح بأن الرقص الغربي (الذي تتلاصق فيه الأجساد وتختلط الأنفاس وتتلاقى النظرات) بأن هذا الرقص لون من العياقة والشلبنة (أي الفتوة) ثم ينادي بالفرعونية (وهي في ميزان الاسلام جاهلية وعصبية منتنة) ينادي بها بديلا عن الاسلام.
ومن بعد رافع كان طه حسين وكتاباته في مستقبل الثقافة في مصر وفي مرآة الاسلام ومن قبلها في الشعر الجاهلي لا تحتاج إلى تعليق لكل ذي بصر إسلامي ومع طه حسين قاسم أمين الذي نادى في مصر بتحرير المرأة وإن نسب البعض كتابته إلى الشيخ محمد عبده " والزعيم " سعد زغلول وقد خشي الزعيمان على شعبيتهما فحملا قاسم العبء وحمله أنه كان ظلوما جهولا كل هؤلاء لم تكن ثقافتهم ولا تربيتهم محلية ومن ثم فلم يكن غريبا ما صرحوا به أو أذاعوه.
بل كان ذلك جزءا من مخطط رهيب أثيم لهدم قيم الاسلام ومثله.
ولا يزال الابتعاث رغم ما خرج من أساتذة يقومون بنفس