وكانت أوروبا قد بلغت في التقدم العلمي " التكنولوجي " درجة جعلتها ولو إلى حين - تستطيع أن تقيم نهضة مادية بهرت الناس في أكثر الأحيان.
وحين أريد نقل العلمانية إلى الشرق الاسلامي غفل المسخرون عن علم أو عن جهل - غفلوا عن هذه الظروف جميعا غفلوا عن أنه ليس في ظروف الشرق الاسلامي التاريخي ما يبرر فصل الدين عن الدولة، فلم يكن ثمة اضطهاد من رجال الدين الاسلامي - إذا صح التعبير للمقابلة مع رجال الكنيسة - لم يقع اضطهاد من علماء المسلمين للعلم أو للعلماء ولم يكن في تاريخنا الاسلامي محاكم تفتيش.
وصكوك غفران وقرارات حرمان.
والذين انحرفوا من العلماء عن جادة السبيل إلى ممالاة الحكام لفظتهم الأمة وجعلتهم وراء ظهورها والذين كانوا لسان صدق حملتهم في حنايا صدورها وقدمتهم في أول صفوفها كذلك لم تكن الديانة الاسلامية لتسمح بالفصل بين الدين والدولة لأن الدولة في فقه الاسلام قسم للدين لا قسيم فلا دين بغير دولة ولا دولة بغير دين كذلك لم تكن الديانة الاسلامية لتسمح بقيام العلمانية إلى جوار الاسلام بمقولة أن الاسلام يبقى داخل دائرة العقيدة والشعيرة وتعمل العلمانية في دائرة الشريعة لأن الاسلام عقيدة وشعيرة وشريعة وهو في هذا لا يقبل التجزئة ولا التفرقة ولا يرضى أن يكون مع الله أرباب آخرون أو قياصرة آخرون يدين لهم الناس في مجال الشريعة كما يدينون لله في مجال العقيدة والشريعة كذلك مع التسليم جدلا بصحة نظرة الغرب التي اعتنقها الحاقدون أو الجاهلون في الشرق الاسلامي فلم يكن الشرق الاسلامي قد وقف على قدميه وبلغ التطور العلمي والتكنولوجي الذي بلغه الغرب ليطرح الدين جانبا ويرفع شعار العلمانية.
من ثم حرم الشرق الدين كما حرم الدنيا وارتضى