العلمانية بين الغرب والشرق:
لم يكن غريبا في الغرب أن تجد العلمانية مكانها فقد فرضت ذلك ظروف الغرب نتيجة تسلط الكنيسة وتحالفها مع الظالمين على شعوب الغرب المختلفة ووقوفها في وجه كل تفتح فكري أو كشف علمي وتجاوزها ذلك الحجر على العقول إلى حجر على القلوب حين فرضت صكوك الغفران وقرارات الحرمان وراحت تتاجر بها وتتخذها وسيلة للكسب الحرام!!
وغرقت أوروبا في دماء ضحايا الكنيسة حيث سقط المئات بل الآلاف تحت مقاصل محاكم التفتيش ومشانقها غير من غيبوا في غياهب السجون إذا كانت سنة الله في الكون أن لكل فعل رد فعل مساويا له في القوة ومضادا له في الاتجاه فلقد وقع الصراع صراع العلم مع الكنيسة وانتهى بإعلان العلمانية التي تعني فصل الدين عن الدولة، وتقلص سلطان الكنيسة داخل جدرانها!!.
وفضلا عن أن ظروف أوروبا التاريخية كانت تبرر انتشار العلمانية وفصل الدين عن الدولة فلقد كانت ظروف الديانة المسيحية بعد ما أدخل عليها من تحريف كان اليهود وراء أكثره - كانت ظروف الديانة المسيحية تسمح كذلك بوجود علمانية إلى جانب الدين.
وليس غريبا بعد ذلك أن يكون اليهود وراء فصل الدين عن الدولة كما صرح بذلك كاتب أمريكي (1) بغية القضاء على بقايا الدين الذي حرفوه بتعطيله وحبسه عن المجتمع داخل جدران الكنيسة.
وليس غريبا بعد ذلك أن نسمع عن أن الدين الذي حبس داخل جدران الكنيسة قد جرى فيه التطوير حتى صارت الصلاة تؤدى على أنغام الموسيقى ثم تعقبها حفلات الرقص بين الجنسين تحت الأضواء الخافتة الحالمة وبين الألحان الدافئة والساخنة تحت سمع وبصر رجال الدين بل وتحت " رعايتهم وتوجيههم " السديد.