أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ثم تركت العدد، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا ثم إلى الرملة ماشيا ثم إلى طرسوس ولي عشرون سنة قلت ألحق عبيد الله فأتيته قبل موته بشهرين، قال: وكتبت عن النفيلي نحو أربعة عشر ألفا، وسمع مني محمد بن المصفى أحاديث.
قلت: وحدث عنه يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عون الطاعي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة الأسفرائني وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان وأبو عمر وأحمد بن محمد بن حكيم وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعبد المؤمن بن خلف النسفي وخلق كثير.
قال محمد بن إسحاق الأنصاري القاضي: ما رأيت أحفظ من أبي حاتم، وقال محمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد محمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم، وقال النسائي ثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من اغرب علي حديثا صحيحا فله درهم - وكان ثم خلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم اسمع به لأذهب به إلى راويه فأسمعه - فلم يتهيأ لأحد أن يغرب علي... " (1).
وترجم له الذهبي في (سير أعلام النبلاء 13 / 247) و (الكاشف 3 / 18) و (دول الاسلام 1 / 132) و (العبر 2 / 58) قال في الأخير حوادث 277 -:
" فيها توفي حافظ المشرق أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي في شعبان وهو في عشر التسعين، وكان بارع الحفظ، واسع الرحلة، من أوعية العلم، سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا مسهر وخلقا لا يحصون، وكان جاريا في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي ".
وكذا جاء في (مرآة الجنان) في حوادث السنة المذكورة.