عليه وسلم، ولوددت أني نجوت من هذا الأمر كفافا لا لي ولا علي.
ثم راحوا فقالوا: يا أمير المؤمنين! لو عهدت؟ فقال: قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أولي رجلا أمركم أرجو أن يحملكم على الحق وأشار إلى علي، ثم رأيت لا أتحملها حيا ولا ميتا، فعليكم بهؤلاء الرهط الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم من أهل الجنة منهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ولست مدخله فيهم، ولكن الستة علي وعثمان ابنا عبد مناف وسعد وعبد الرحمن بن عوف خال رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته وطلحة الخير، فليختاروا منهم رجلا، فإذا ولوكم واليا فأحسنوا موازرته.
فقال العباس لعلي: لا تدخل معهم! قال: أكره الخلاف، قال إذا ترى ما تكره! فلما أصبح عمر دعا عليا وعثمان وسعدا والزبير وعبد الرحمن ثم قال: إني نظرت فوجدتكم رؤساء الناس وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم وإني لا أخاف الناس عليكم، ولكني أخافكم على الناس وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنكم راض فاجتمعوا إلى حجرة عائشة بإذنها لتشاوروا واختاروا منكم رجلا، وليصل بالناس صهيب ثلاثة أيام ولا يأتي اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم ويحضركم عبد الله مشيرا ولا شئ له من الأمر وطلحة شريككم في الأمر فإن قدم في الثلاثة أيام فأحضروه أمركم وإن مضت الثلاثة أيام قبل قدومه فامضوا أمركم، ومن لي بطلحة؟ فقال سعد:
أنا لك به إنشاء الله.
ثم قال لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة! إن الله قد أعز بكم الاسلام فاختر خمسين رجلا من الأنصار، كونوا معه ولاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم. وقال للمقداد بن الأسود الكندي إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم، وقال لصهيب: صل بالناس ثلاثة أيام وادخل عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن وطلحة إن حضر، وأحضر عبد الله بن عمر وليس له في الأمر شئ وقم على رؤوسهم. فإن