الزهري وأخبرني عروة أن الرجلين الذين لقياهم من الأنصار عويم بن ساعدة ومعن بن عدي، والذي قال " أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب " خباب ابن المنذر " (1).
وقال الشهرستاني في كتاب [الملل والنحل] " الخلاف الخامس في الإمامة وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان! وقد سهل الله تعالى ذلك في الصدر الأول، فاختلف المهاجرون والأنصار فيها وقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير واتفقوا على رئيسهم سعد بن عبادة الأنصاري فاستدركه أبو بكر وعمر في الحال بأن حضرا سقيفة بني ساعدة وقال عمر:
كنت أزور في نفسي كلاما في الطريق فلما وصلنا إلى السقيفة أردت أن أتكلم فقال أبو بكر: مه يا عمر! فحمد الله وأثنى عليه وذكر ما كنت أقدره في نفسي كأنه يخبر عن غيب! فقبل أن يشتغل الأنصار بالكلام مددت يدي إليه فبايعته وبايعه الناس وسكنت النائرة.
ألا إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه. فأيما رجل بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فإنهما تغرة أن يقتلا، وإنما سكنت الأنصار عن دعواهم لرواية أبي بكر عن النبي عليه السلام:
الأئمة من قريش!
وهذه البيعة هي التي جرت في السقيفة، ثم لما عاد إلى المسجد إنثال الناس عليه وبايعوه عن رغبة سوى جماعة من بني هاشم وأبي سفيان من بني أمية وأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه كان مشغولا بما أمره النبي صلى الله عليه وسلم من تجهيزه ودفنه وملازمة قبره من غير منازعة ولا مدافعة ".
وقال السيوطي في (تاريخ الخلفا): " روى الشيخان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته: قد بلغني