والسبكي وقال: " شيخنا وأستاذنا أبو حيان شيخ النحاة، العلم الفرد والبحر الذي لا يعرف الجزر بل المد... وكان الشيخ أبو حيان إماما منتفعا به اتفق أهل العصر على تقديمه وإمامته ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته وآباؤهم على النظر في مبسوطاته، وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة وكثرة الاتقان والتحري، وسدد طرفا صالحا من الفقه... " (1).
وقال الأسنوي بترجمته: " إمام زمانه في علم النحو، وصاحب التصانيف المشهورة فيه وفي التفسير شرقا وغربا والتلاميذ المنتشرة، كان أيضا إماما في اللغة، عارفا بالقراءات السبع والحديث، شاعرا مجيدا، وكان صادق اللهجة كثير الاتقان والتحري، ملازما على الاشتغال إلى آخر وقت، كثير الاستحضار واشتغل بالفروع اشتغالا قليلا... " (2).
وترجم له ابن الجزري فقال: " الإمام الحافظ الأستاذ شيخ العربية والأدب والقراءات مع العدالة والثقة. قال الذهبي: ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات واللغات، وله مصنفات...
وهو فخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به جماعة... " (3).
ذكره ابن حجر ونقل عن الكمال في ترجمته: " شيخ الدهر وعالمه، ومحيي الفن الأول بعد ما درست معالمه، وبحر اللسان العربي فلا يقاربه أحد فيه ولا يقاومه، وذكر أنه لازمه من سنة ثماني عشرة إلى أن مات، وذكر جملة كثيرة من شيوخه، وذكر تصانيفه وذكر أنه كان صدوقا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم، وجرى على مذهب أهل الأدب في الميل إلى محاسن الشباب ومال إلى مذهب أهل الظاهر، وإلى محبة علي بن أبي طالب والتجافي عمن قاتله، وكان يتأول قوله " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وكان كثير الخشوع، يبكي عند قراءة القرآن وعند