الوحي؟ إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة.
قلت: وما في الصحيفة؟
قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر (1).
(9) وعن ابن الحنفية: لو كان علي ذاكرا عثمان ذكره يوم جاء أناس فشكوا سعاة عثمان، فقال لي علي: اذهب إلى عثمان فأخبره أنها (أي الصحيفة المشتملة على أحكام الصدقات) صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر سعاتك يعملون فيها.
فأتيته بها، فقال: اغنها عنا، فأتيت بها عليا فأخبرته، فقال: ضعها حيث أخذتها.
وفي نقل آخر: أرسلني أبي وقال: هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمر النبي في الصدقة (2).
أقول: هذه صحيفة أخرى لعلي رضي الله عنه في أحكام الزكاة أعرض عن أخذها - فضلا عن العمل بها - عثمان. ومنها يظهر بطلان ما:
(10) عن ابن عباس حين سئل: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شئ؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. ونسب مثله إلى محمد بن الحنفية (3).
(11) عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خطبنا علي بن أبي طالب قال: من زعم أن عندنا شئ نقرأه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة (قال: وصحيفة معلقة في قراب سيفه) فقد كذب، فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات،