قد تركوا السنة من بغض علي (١).
قال السندي في شرحه: أي هو كان يتقيد بالسنن فهؤلاء تركوها بغضا له.
أقول: قد ترك معاوية من دينه ما هو أعظم وأكبر من السنن بغضا لعلي، فقد قتل كثيرا من الأبرياء وحارب عليا في صفين، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي: حربك حربي.
عقل عبد الله بن عمر (٩٥٧) عن سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر جاء إلى الحجاج بن يوسف يوم عرفة حين زلت الشمس وأنا معه فقال: الرواح إن كنت تريد السنة.
فقال: هذه الساعة.
قال: نعم.
قال سالم: فقلت للحجاج: إن كنت تريد أن تصيب اليوم السنة فاقصر الخطبة وعجل الصلاة.
فقال عبد الله بن عمر: صدق (٢).
أقول: هذا الزنديق الذي يفضل عبد الملك على النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى أن خليفة الرجل أفضل من رسوله يتقرب عبد الله منه ليصيب من دنياه ويؤيد شرعية ولايته، فيوصيه بالسنن وصلاته في أول الوقت! فهذا عقل عبد الله الذي لم يحسن طلاق زوجته، وقد قال الله تعالى: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ (3).