قال: عمر. فعد رجالا! (1).
أقول: هل ترى الرسول الذي بعثه الله إلى الإنس والجن إلى يوم القيامة وهو أفضل رسل الله أن يتكلم بمثل هذا الكلام وأن زوجته أحب إليه من جميع أمته؟ وهل يتكلم به عالم عند أنصاره وخواصه؟ ونحن لا نشك في أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة كجملة من زوجاته حب الزوج لزوجته الجميلة لكن ليس معنى هذا تقديمها في الحب على العلماء والزهاد والمجاهدين إلى يوم القيامة، فإن هذا لا يليق بعاقل.
الإيثار والانقياد (647) عن أبي هريرة: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى فقالت: مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء.
فقال: من يضيف هذا الليلة رحمه الله.
فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فأنطلق به إلى رحله فقال لامرأته: هل عندك شئ؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني.
قال فعلليهم بشئ، فإذا دخل ضيفنا فاطفئ السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه.
قال: فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة (2).
(648) عن ابن عباس: إن رسول الله رأى خاتما من ذهب في يد