وأما كلمة: فهو فهو صدقة في بعض الروايات، فلم تثبت، لخلو غالب الروايات عنها.
وأما الجملة الأخيرة: إنما يأكل آل محمد. فهي إما من كلام عائشة توضيحا للحديث، وإما ناظرة إلى المال الخاص الذي وقفه صلى الله عليه وسلم في حياته أي إذا احتاج آل محمد إلى ما وقفه فلا يأكل منه غيرهم، والله العالم. هذا بالنظر إلى رواية البخاري، وأما بالنظر إلى رواية مسلم فسيأتي البحث فيها.
ثم إن ههنا مشكلة أخرى في وقف خمس خيبر حيث إن للخمس أهلا غير النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يصح وقف ما ليس للواقف، بل هو مناف لتشريع الخمس. وهذا دليل قوي على اشتباه أبي بكر في فهم حديثه. والواقع أن أبا بكر لو سلم فدكا إلى سيدة نساء الجنة ولم يغضبها - وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من أغضبها أغضبني - لكان أنفع له وللمجتمع الإسلامي في طول الزمن، وإن كان التسليم نحو تسليم مال موقوف إلى ناظره لا إلى مالكه، كما سلم عمر مال المدينة إلى علي والعباس.
تنازع علي والعباس (464) عن مالك بن أوس - في حديث طويل - يذكر أن عليا والعباس دخلا على عمر، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني النضير - فأقبل عمر على علي والعباس فقال: أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله قد قال ذلك (أي لا نورث ما تركناه صدقة)؟