فانظروا رحمكم الله قول السيد هذا القول وهو (الغيبة) كيف وقع له أن يقوله لولا أن سمعه من أئمته، وأئمته سمعوه من النبي (صلى الله عليه وآله)، وإلا فهل يجوز لقائل أن يقول قولا فيقع كما قال ما يخرم منه حرف؟! عصمنا الله وإياكم من الهوى، وبه نستعين، وعليه نتوكل (1).
قال السائل: فقد كان يجب أن ينقل هذه الأخبار مع الشيعة غيرهم.
فقال له: هذا غير لازم ولا واجب، ولو وجب وجب أن لا يصح خبر لا ينقله المؤالف والمخالف وبطلت الأخبار كلها.
فقال السائل: فإذا كان الإمام (عليه السلام) غائبا طول هذه المدة لا ينتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه (2).
قال له: إن الله سبحانه إذا نصب دليلا وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون كانت الحجة على من أخافه لا على الله سبحانه، ولو أعدمه الله كانت الحجة على الله لا على الظالمين، وهذا الفرق بين جوده وعدمه.
قال السائل: ألا رفعه الله إلى السماء فإذا آن قيامه أنزله؟
فقال له: ليس هو حجة على أهل السماء، إنما هو حجة على أهل الأرض، والحجة لا تكون إلا بين المحجوجين به، وأيضا فقد كان هذا لا يمتنع في العقل