التعليق: من الواضح إن هذا النهج يهدف إلى تأسيس قاعدة تلغي علم الدراية والرجال بمجموعه، وترك الأحاديث تحت رحمة الاحتمالات الظنية في أحسن الأحوال، إذ إن اكتشاف الكذب أو عدمه هو مسائل ظنية ما لم يصدقها الواقع أو يخبر بها المعصوم (صلوات الله عليه)، وبما أن هذا الأمر لا يمكن تحققه بحال من الأحوال فعليه يصبح الحديث تحت رحمة ظن لا يغني عن العلم شيئا، ويصبح قبول الحديث أو رده من شؤون الاستحسانات العقلية.
هذا إذا احتملنا حسن القصد أما بغيره فالبلية أعظم!.
ووفق هذا المقياس فإن علم الحديث سوف يعاني من مشكلة تحديد الآلية التي من شأنها أن تحدد دوافع الناقل.
ووفق هذا الحديث يمكن رفض جميع الأحاديث التي رواها أهل البيت في فضائلهم أو في مختلف شؤون المذهب، وذلك لأن هذا المقياس سيجعل التشكيك بصدق أقوالهم المتحدثة عن مصالحهم أمرا لا مندوحة عنه.
410 - في قوله (ع): رضا الله رضانا أهل البيت، قال: ليس معناها إن لم نرض فلا يرضى الله، بل العكس، وإن كان بعض الناس يفهمونها هكذا، والمقصود نرضى بما يرضى الله. (الندوة 1: 449).
التعليق: وأي ميزة لهم في ذلك فيما يشتركون فيه مع الملايين من البشر؟ فمن ذا الذي يحمل مسحة من الإيمان ولا يرضى بما يرضى به الله تعالى؟!.
بل هي واضحة وضوح العيان أن رضى الله سبحانه وتعالى متوقف على رضاهم، وفي ذلك شواهد كثيرة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وإلا لماذا قال: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) [النساء: 80]؟ ولماذا قال الرسول (ص) عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع): يرضى الله لرضاها ويغضب الله لغضبها؟!.
هذا على مستوى الفكر أما لو أخذنا المسألة ضمن قواعد اللغة العربية فالأمر يغدو فضيحة وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بعد في حديثه عن علماء الشيعة الذين لا يأخذون بقواعد اللغة العربية، وإلا فسله عن موضع المبتدأ والخبر هنا وما هي