أمر دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته [وأمر آخرته] " (1).
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال بلفظ: " ما من عبد إلا وفي وجهه عينان يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعده بالغيب، فآمن بالغيب على الغيب " (2).
وفي قصة أبو يوسف ومحمد بن الحسن صاحبا أبا حنيفة ما يؤكد علم الإمام الكاظم (عليه السلام) للغيب حيث قال أحدهما لصاحبه: جئنا لنسأله عن الفرض والسنة وهو الآن جاء بشئ من علم الغيب.
فسألاه من أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك انه يموت في هذه الليلة؟
قال الإمام (عليه السلام): " من الباب الذي أخبر بعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (3).
وأيضا في قصة اخبار الإمام الرضا (عليه السلام) ابن هذاب بما يجري عليه ما يزيل الشك في الباب حيث قال (عليه السلام) له: " ان أخبرتك انك ستبلى في هذه الأيام بذي رحم لك كنت مصدقا لي؟ " قال: لا، فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
قال (عليه السلام): " أوليس الله يقول: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول) * فرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وان الذي أخبرتك يا ابن هذاب لكائن إلى خمسة أيام، فإن لم يصح ما قلت فبهذه المدة، وإلا فاني كذاب مفتر، وان صح فتعلم انك الراد على الله وعلى رسوله.
ولك دلالة أخرى فتصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلا تبصر سهلا ولا جبالا وهذا