الأدلة على ضرورة النبوة الأصل الرابع والخمسون: بعث الرسل للهداية والإرشاد لقد اختار الله الحكيم رجالا صالحين لهداية البشر وإرشادهم، وحملهم رسالته إلى جميع أفراد النوع الإنساني، وهؤلاء الرجال هم الأنبياء والرسل الذين بواسطتهم جرى فيض الهداية من جانب الحق تعالى إلى عباده.
وهذا الفيض المبارك بدأ بالنزول من جانب الله منذ أن تهيأ البشر للاستفادة منه وإلى عصر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويجب أن نعلم بأن دين كل نبي من الأنبياء يعد بالنسبة إلى عصره وأمته أكمل دين، وأتم شريعة، ولو أن هذا الفيض الرباني لم يستمر لما بلغ البشر إلى حد الكمال.
وحيث إن خلق الإنسان هو من فعل الله " الحكيم " فلا بد أن يكون له من هدف وغرض، ونظرا إلى أن تركيب الكيان البشري - مضافا إلى الغرائز التي هي مشتركة بينه وبين الحيوان - ينطوي على العقل أيضا، لهذا لا بد أن يكون لخلقه غرض عقلائي، وهدف معقول.