حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي عليه السلام بعد قتل علي عليه السلام فقال: لقد فارقكم رجل أمين ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصده لا خادم لأهله.
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حجاج، حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، عن علي عليه السلام قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفا.
ومنهم العلامة أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى سنة 782 في " البركة في فضل السعي والحركة " (ص 29 ط الفجالة الجديدة بمصر) قال:
ويروى أن عليا كرم الله وجهه كان يستقي الماء ليهودي كل دلو بتمرة. ويروى أنه آجر نفسه يسقي نخلا بشئ من الشعير ليلة حتى أصبح. وقال: تزوجت فاطمة وما معنا إلا إهاب كبش ننام عليه بالليل، ونعلف عليه الناضح بالنهار. وقال: لما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلا صواغا على أن يرتحل معي فنأتي بأذخر فنبيعه من الصواغين فأستعين به على وليمة عرسي. وفي حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وهو يختلي لفرسه أي يحش لها، وقال: بنيت بيتا بيدي يكنني من المطر ويظلني من الشمس ما أعانني عليه أحد من خلق الله تعالى.
وقال ابن عباس: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث عليا بالراية قال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحا يطحن، فقال: وما كان أحدكم يطحن عنه.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى