حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٤٠
فرق في هذا الرأي بين الناس أجمعين: مهاجرين وأنصار، وأقوياء ومستضعفين، ومسلمين وغير مسلمين، ومخلصين ومنافقين، أفمن الغريب بعد هذا أن يرعد الشك في صدور أهل المدينة، وتحرج العقول في أمكنتها من رؤوسهم؟
قال المحدث: استعرض عمار مراحل علي في نصوص النبي، فرآه الإمام الحاكم بأمر الدين الذي جاء به نبي الإسلام، واستعرض الأحزاب الإسلامية فرآها سياسية كلها إلا هذا الحزب الديان من إخوان علي ففضله وانضم إليه، وحسب للتضحية في سبيله قبل أن يقبل عليه كل حساب فوطن نفسه على بلاء تعود أن يتلقاه ببدنه، ولكنه لم يخطر له قط أن يمتحن بمأساة يعرض فيها علي والزهراء معه في مأتم النبي بالذات إلى فتنة كهذه ثم لا تهبط السماء على الأرض، ولا يخرق في هذا الكوكب خرق يقذف منه الناس إلى فضاء المجهول، ولا تهب عواصف كعواصف (عاد) فيها ريح صرصر عاتية!.
حاص عمار حين اعتقل علي. هب مع من هب من المجتمعين إلى علي حين أقبل عمر، وحاول أن يشتبك مع القادمين، ولكنه حدق بوجه علي فرآه صافيا لا يشير إلى اشتباك، ولا يأمر بخصومة، وإنه ليقاد فينقاد، ويح عمار! إذا كان علي إماما حقا - وهو إمام حقا - فلماذا لا يدافع؟ وإذا كان إماما حقا - وهو إمام حقا - فلماذا لا يغضب له الله فيهلك هؤلاء المستظهرين عليه بقوى جائرة؟ وإذا كان إماما حقا - وهو
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست