العلم بال وبعض الآيات الكريمة مثل قوله تعالى: ولا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول وبها نرفع اليد عن ظواهر الآيات والروايات التي دلت على اختصاصه تعالى بها دون خلقه أو يحمل الاختصاص على العلم الذاتي دون العرضي.
علم النبي (ص).
قبل أن نبسط الكلام في علم الإمام نسطر كلمة موجزة في علم الرسول (ص). لأن علم الرسول هو المنبع وعنه الصدور.
إن النبي (ص) بعث للعالم أجمع، وللخليقة التي على كرة المعمورة كافة وما كانت شريعته لتعم البشر على اختلاف الألسنة وتباين الطباع وتغاير الألوان وتشاسع البلدان إلا وهي صالحة لأن يكون نظامها العام الذي تنضوي تحت لوائه والذي يوافق كل قطر، ويلائم كل جيل ويجتمع مع كل لسان من دون أن يكون لقطر أو جيل أو لسان ميزة على عداه إنما المؤمنون إخوة وليس لأخ فضل على أخيه وإنما هم سواء في ذلك النظام العام. نعم إنما أقربهم إلى خالق السماء وبارئ النسيم منزلة أطوعهم لامتثال أو أمره والانتهاء عن زواجره إن أكرمكم عند الله أتقاكم وإن أولياؤه إلا المتقون.
وما كان ذلك لرسول مبعوثا بتلك الرسالة العامة للبشر: أبيضهم وأسودهم شريفهم ووضيعهم قريبهم وبعيدهم من دون أن