على الإشارة إلى علومه المنسوبة إليه دون أن أحدد علمه لقصوري عن الوصول إلى غور ذلك العلم والإحاطة بكنهه ولما كان هذه غير واف بالقصد لفتني بعض من يعز علي من أفاضل الإخوان إلى تحرير رسالة في علم الإمام وكان هذا التنبيه منه تفضلا.
وإني لعلى علم بأن هذا البحر لا يبلغ فكري قعره ولا يصل فهمي إلى شاطئه ولو عرفنا قدر علم الإمام لعرفنا حقيقته ومبلغ صفاته ولو اهتدينا إلى كهنه لوصلنا إلى معرفة من جعل الإمامة بتلك الوسامة ورفعها إلى سمك لا نبصره ولا نصل ولو بجناح العقاب إلى سمائه.
ولما كان هذا الجهل لقصور في الملكة والإدراك فلا يحول دون التفكير في مبلغ ذلك البحر العجاج والخوض فيه بقدر ما تصل إليه حواسنا من معرفته بالآثار ودون التحرير لما تهتدي إليه أفكارنا القاصرة وإلا لسقط التكليف في معرفة الإمامة وتشخيص الإمام بل وعرفان الرسالة من تقمص بأبرادها بل ومن نصب ذلك العلم للاهتداء والمنار للدلالة.
ولا غرو ولو كنت القاصر عن بلوغ الغاية والمتعثر في هذا الفجاج لبعد المقصد وطول الشقة ولا أجدني عند الفكرة في ذلك العلم أو من اتصف به من تلك العصابة الزاكية إلا كراكب في زورق وسط بحر متلاطم الموج لا تبلغ الرشا عمقه، ولا ترى العين ساحله.