كيف يا ترى شأو العلم يقرن الجليل تبارك وعلا بعلمه؟ وكيف يا ترى شأنهم والله تعالى يخبر عنهم بأنهم الراسخون في العلم وأنهم أوتوه وأثبت في صدورهم؟.
ولو أمكن وصف علمهم بأعلى وأرفع من الحضوري لكان في هذه الأحاديث المفسرة لتلك الآيات الكريمة مجال لذلك الوصف وإنما نسمي علمهم بالحاضر لقصورنا عن إدراك وصف أسمى منه بل ولجهلنا لحقيقة ذلك العلم.
الطائفة الرابعة:
الأئمة معدن العلم ووارثوه أنبأت هذه الطائفة: بأن الأئمة عليهم السلام شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم ومختلف الملائكة وموضع الرسالة، وورثة العلم يورثه بعضهم بعضا (1).
وهل يريد المرء بالإفصاح عن علمهم الحضوري بأجلى من هذا البيان وأظهر من هذا المفاد؟ وكيف يكونون معدنا للعلم ولا علم يحضر هذا المعدن؟ وكيف يتوارثون العلم، والمتوارث شئ غير موجود؟
ولو ادعي أنها تختص بالعلم بالأحكام وموضوعاتها الكلية، فلا نجد مبررا لهذه الدعوى، واللفظ عام والعموم أليق بتلك