وثالثا - بأن السهو منقصة فيه ذاتية، ولا يتدارك هذه المنقصة دفع العار عن الناس، لأن الأعمال تابعة لمصالحها ومفاسدها الشخصية.
ورابعا بأن رفع توهم الربوبية لا ينحصر في السهو والنوم، بل له طرق أخرى، من يغويه الشيطان فيوقعه في حبائل هذا الزعم، فلا يمنعه دعوى السهو والنوم، كما أنه ما منع من قال بهذه المقالة نسبة السهو والنوم إليه صلى الله عليه وآله.
وأما معرفة حكم السهو من فعله فالبيان فيها أفصح، والتعليم بها أوضح، وبه غنى عن فعله، ولربما لا يغني عن البيان في اللفظ.
الشبهة الثانية:
التفضيل بين سهو النوم وغيره، فيجوز في الأول دون الثاني حكي عن الشيخ المفيد أعلى الله مقامه في الرد على الصدوق في كلامه السالف التفصيل بين السهو في العبادة الناشئ عن غلبة النوم حتى يخرج الوقت فيقضيها بعده، فيجوز عليه، وبين السهو الناشئ عن غير النوم، فلا يجوز معللا ذلك بأنه نقص عن الكمال الإنساني وعيب يمكن التحرز عنه، وهذا بخلاف النوم، لأنه ليس بنقص ولا عيب، إذ لا ينفك عنه بشر.
وجوابه: بأن الفرق بين السهوين - إن كان النقص والعيب - فهو جاز في السهوين، لأن النوم عن الصلاة المفروضة، والسهو في الصلاة الواجبة: نقص في الإنسان ذي الدين والفضيلة، فكيف