بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله الذي اصطفى محمدا بالرسالة واختاره للدلالة وارتضى عترته الطاهرة للإمامة وخصهم بالزعامة والكرامة وحباهم من الفضائل ما يقصر عن شأوه الأواخر والأوائل وميزهم بالعلم الذي استمد من ينبوع فيضه فعجزت الأفكار عن إدراك مدى تلك المنحة وحد ذلك الفيض والصلاة والسلام على تلك الصفوة المنتقات من بريته محمد والأئمة الهداة من عترته.
وبعد فقد سبق أن كتبت عن الإمام الصادق عليه السلام كتابا جم العناوين وكان منها عنوان في عامة وإن السابقين من أجلة العلماء الذين كتبوا عنه عليه السلام يذكرون في باب علمه النوادر من الأجوبة البديعة والنكات الغامضة في الفقه وغيره وإنما هي بأجوبة عالم فطن أشبه وأين هذا من علم الإمام؟
ولما كنت لا أرى ذلك شيئا ذا بال من الإمام الذي استمد فرات علمه من منبع الرسالة المستمد من علم العلام جل شأنه ولما كنت وأمثالي نجهل حقيقة الرسالة والإمامة ولا نعرف إلا شيئا منهما بالأثر الخالد من العلم الغمر والفضائل المعجزة اقتصرت في ذلك الباب