الأقصى من لطف الرسالة، ولذهبت الدعوة النبوية أدراج الرياح، فإن ما جاء به الرسول عن الجليل تعالى من الأحكام وتطبيقها على المجتمع البشري لم يكن مقصورا على زمن الرسالة وأهل أوانها فحسب، بل هو عام لكل قوم وجيل وزمان ومكان إنما أنت منذر لكل قوم هاد فتطبيق ما صدع به الرسول بعد عصر الرسالة يحتاج إلى ذلك الخبير في كل وقت وحين بتلك الأحكام كما أنزلت وبذلك النظام كما صدع به، وبما يحدث في العالم كما كان عليه الرسول، لتعميم العدل والأمن وتنفيذ أحكام الشريعة وذلك الخبير هو الهاد بعد المنذر من دون فصل ومن دون استثناء زمن ولولا ذلك الخبير الهاد إذا أطيع - لدخلت الأهواء الباطلة والآراء الضالة في تلك الأحكام وذلك النظام، فتصبح الأمة مذاهب وشيعا. وأحزابا وفرقا.
وهل وقعت في هذه الحبائل إلا حين صفحت عن ذلك الطبن بأمور الدنيا والدين، وصافحت من هو في أمس الحاجة إلى الإرشاد والإصلاح وإقالة العثرات (أفمن يهدي إلى الحق أن يتبع. أمن لا يهدي إلا أن يهدى).
وخلاصة الكلام أن الخلافة تسيير لنظام الرسالة. ونهوض بعبئها من كافة الجهات، حذو القذة بالقذة إلا ما كان من الوحي ومقام الرسالة الخاص.
ولو لم يكن في الأمة من يقوم بهذه المهمة العظمى، لذهب فضل