لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١٢٤
جمالة، وهو القلس من قلوس سفن البحر، أو كالقلس من قلوس الجسور، وقرئت جمالة صفر، على هذا المعنى. وفي حديث مجاهد: أنه قرأ حتى يلج الجمل، بضم الجيم وتشديد الميم، قلس السفينة.
قال الأزهري: كأن الحبل الغليظ سمي جمالة لأنها قوى كثيرة جمعت فأجملت جملة، ولعل الجملة اشتقت من جملة الحبل. ابن الأعرابي: الجامل الجمال. غيره: الجامل قطيع من الإبل معها رعيانها وأربابها كالبقر والباقر، قال الحطيئة:
فإن تك ذا مال كثير فإنهم لهم جامل، ما يهدأ الليل سامره الجامل: جماعة من الإبل تقع على الذكور والإناث، فإذا قلت الجمال والجمالة ففي الذكور خاصة، وأراد بقوله سامره الرعاء لا ينامون لكثرتهم. وفي المثل: اتخذ الليل جملا، يضرب لمن يعمل بالليل عمله من قراءة أو صلاة أو غير ذلك. وفي حديث ابن الزبير: كان يسير بنا الأبردين ويتخذ الليل جملا، يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء أو أحياها بصلاة أو غيرها من العبادات: اتخذ الليل جملا، كأنه ركبه ولم ينم فيه. وفي حديث عاصم: لقد أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا يشربون النبيذ ويلبسون المعصفر، منهم زر بن حبيش وأبو وائل. قال أبو الهيثم: قال أعرابي الجامل الحي العظيم، وأنكر أن يكون الجامل الجمال، وأنشد:
وجامل حوم يروح عكره، إذا دنا من جنح ليل مقصره، يقرقر الهدر ولا يجرجره قال: ولم يصنع الأعرابي شيئا في إنكاره أن الجامل الجمال، قال الأزهري: وأما قول طرفة:
وجامل خوع من نيبه زجر المعلى أصلا والسفيح فإنه دل على أن الجامل يجمع الجمال والنوق لأن النيب إناث، واحدتها ناب. ومن أمثال العرب: اتخذ الليل جملا إذا سرى الليل كله. واتخذ الليل جملا إذا ركبه في حاجته، وهو على المثل، وقوله:
إني لمن أنكرني ابن اليثربي، قتلت علباء وهند الجملي إنما أراد رجلا كان من أصحاب عائشة، واصل ذلك أن عائشة غزت عليا على جمل، فلما هزم أصحابها ثبت منهم قوم يحمون الجمل الذي كانت عليه. وجمل: أبو حي من مذحج، وهو جمل بن، سعد العشيرة منهم هند بن عمرو الجملي، وكان مع علي، عليه السلام، فقتل، وقال قاتله:
قتلت علباء وهند الجملي قال ابن بري: هو لعمرو بن يثربي الضبي، وكان فارس بني ضبة يوم الجمل، قتله عمار بن ياسر في ذلك اليوم، وتمام رجزه:
قتلت علباء وهند الجملي، وابنا لصوحان على دين علي وحكى ابن بري: والجمالة الخيل، وأنشد:
والأدم فيه يعتركن ، بجوه، عرك الجماله ابن سيده: وقد أوقعوا الجمل على الناقة فقالوا شربت لبن جملي، وهذا نادر، قال: ولا أحقه، والجمع
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست