قال: قال قول الحق، وقال الفراء: القال في معنى القول مثل العيب والعاب، قال: والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذكره كأنه قال قول الله. الجوهري: وكذلك القالة. يقال: كثرت قالة الناس، قال: وأصل قلت قولت، بالفتح، ولا يجوز أن يكون بالضم لأنه يتعدى. الفراء في قوله، صلى الله عليه وسلم: ونهيه عن قيل وقال وكثرة السؤال، قال: فكانتا كالاسمين، وهما منصوبتان ولو خفضتا على أنهما أخرجتا من نية الفعل إلى نية الأسماء كان صوابا كقولهم: أعييتني من شب إلى دب، قال ابن الأثير: معنى الحديث أنه نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم قيل كذا وقال كذا، قال: وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيين متضمنين للضمير، والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير وإدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم القيل والقال، وقيل: القال الابتداء، والقيل الجواب، قال:
وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية قيل وقال على أنهما فعلان، فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته، وهو كحديثه الآخر: بئس مطية الرجل زعموا وأما من حكى ما يصح وتعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم، وقال أبو عبيد: إنه جعل القال مصدرا كأنه قال: نهى عن قيل وقول، وهذا التأويل على أنهما اسمان، وقيل: أراد النهي عن كثرة الكلام مبتدئا ومجيبا، وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيرا ولا يعنيه أمره، ومنه الحديث: ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس أي كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعض عن البعض، ومنه الحديث: ففشت القالة بين الناس، قال: ويجوز أن يريد به القول والحديث. الليث: تقول العرب كثر فيه القال والقيل، ويقال إن اشتقاقهما من كثرة ما يقولون قال وقيل له، ويقال: بل هما اسمان مشتقان من القول، ويقال: قيل على بناء فعل، وقيل على بناء فعل، كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء، وكذلك قوله تعالى: وسيق الذين اتقوا ربهم. الفراء: بنو أسد يقولون قول وقيل بمعنى واحد، وأنشد:
وابتدأت غضبى وأم الرحال، وقول لا أهل له ولا مال بمعنى وقيل:
وأقوله ما لم يقل وقوله ما لم يقل، كلاهما: ادعى عليه، وكذلك أقاله ما لم يقل، عن اللحياني. قول مقول ومقؤول، عن اللحياني أيضا، قال: والإتمام لغة أبي الجراح. وآكلتني وأكلتني ما لم آكل أي ادعيته علي. قال شمر: تقول قولني فلان حتى قلت أي علمني وأمرني أن أقول، قال: قولتني وأقولتني أي علمتني ما أقول وأنطقتني وحملتني على القول. وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له: ما تقول في عثمان وعلي، رضي الله عنهما؟ فقال: أقول فيهما ما قولني الله تعالى، ثم قرأ: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (الآية). وفي حديث علي، عليه السلام: سمع امرأة تندب عمر فقال: أما والله ما قالته ولكن قولته أي لقنته وعلمته وألقي على لسانها يعني من جانب الإلهام أي أنه حقيق بما قالت فيه. وتقول قولا: ابتدعه كذبا. وتقول فلان علي باطلا أي قال علي ما لم أكن قلت وكذب علي