لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٥٧٢
* قهبل: القهبلة: ضرب من المشي. والقهبلة: الأتان الغليظة من الوحش.
الفراء: حيا الله قهبلته أي حيا الله وجهه. ابن الأعرابي:
حيا الله قهبله ومحياه وسمامته وطلله وآله. أبو العباس:
الهاء زائدة فيبقى حيا الله قبله أي ما أقبل منه، وقد تقدم. المؤرج:
القهبلة القملة.
* قول: القول: الكلام على الترتيب، وهو عند المحقق كل لفظ قال به اللسان، تاما كان أو ناقصا، تقول: قال يقول قولا، والفاعل قائل، والمفعول مقول، قال سيبويه: واعلم أن قلت في كلام العرب إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا، يعني بالكلام الجمل كقولك زيد منطلق وقام زيد، ويعني بالقول الألفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك زيد منطلق، وعمرو من قولك قام عمرو، فأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول، أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال، فلما كانت لا تظهر إلا بالقول سميت قولا إذ كانت سببا له، وكان القول دليلا عليها، كما يسمى الشئ باسم غيره إذا كان ملابسا له وكان القول دليلا عليه، فإن قيل: فكيف عبروا عن الاعتقادات والآراء بالقول ولم يعبروا عنها بالكلام، ولو سووا بينهما أو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا؟ فالجواب:
أنهم إنما فعلوا ذلك من حيث كان القول بالاعتقاد أشبه من الكلام، وذلك أن الاعتقاد لا يفهم إلا بغيره وهو العبارة عنه كما أن القول قد لا يتم معناه إلا بغيره، ألا ترى أنك إذا قلت قام وأخليته من ضمير فإنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله؟ لأنه إنما وضع على أن يفاد معناه مقترنا بما يسند إليه من الفاعل، وقام هذه نفسها قول، وهي ناقصة محتاجة إلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إلى العبارة عنه، فلما اشتبها من هنا عبر عن أحدهما بصاحبه، وليس كذلك الكلام لأنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه، والقول قد يكون من المفتقر إلى غيره على ما قدمناه، فكان بالاعتقاد المحتاج إلى البيان أقرب وبأن يعبر عنه أليق، فاعلمه. وقد يستعمل القول في غير الإنسان، قال أبو النجم:
قالت له الطير: تقدم راشدا، إنك لا ترجع إلا جامدا وقال آخر:
قالت له العينان: سمعا وطاعة، وحدرتا كالدر لما يثقب وقال آخر:
امتلأ الحوض وقال: قطني وقال الآخر:
بينما نحن مرتعون بفلج، قالت الدلح الرواء: إنيه إنيه: صوت رزمة السحاب وحنين الرعد، ومثله أيضا:
قد قالت الأنساع للبطن الحقي وإذا جاز أن يسمى الرأي والاعتقاد قولا، وإن لم يكن صوتا، كان تسميتهم ما هو أصوات قولا أجدر بالجواز، ألا ترى أن الطير لها هدير، والحوض له غطيط، والأنساع لها أطيط، والسحاب له دوي؟
فأما قوله:
قالت له العينان: سمعا وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت، فإن الحال آذنت بأن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعا وطاعة، قال
(٥٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 ... » »»
الفهرست