لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٥٤٥
المسجد. وليس لفلان قبلة أي جهة. ويقال: أين قبلتك أي أين. جهتك، ومن أين قبلتك أي من أين جهتك. والقبلة: التي يصلى نحوها. وفي حديث ابن عمر: ما بين المشرق والمغرب قبلة، أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته، فأما الحاضر فيجب عليه الترحي والاجتهاد وهذا انما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو شماله، ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها فان الكعبة جنوبها.
والقبلة في الأصل: الجهة.
والقبول من الرياح: الصبا لأنها تستدبر الدبور وتستقبل باب الكعبة. التهذيب: القبول من الرياح الصبا لأنها تستقبل الدبور. الأصمعي: الرياح معظمها الأربع الجنوب والشمال والدبور والصبا، فالدبور التي تهب من دبر الكعبة، والقبول من تلقائها وهي الصبا، قال الأخطل:
فان تبخل سدوس بدرهميها، فان الريح طيبة قبول قال ثعلب: القبول ما استقبلك بين يديك إذا وقفت في القبلة، قال: وانما سميت قبولا لأن النفس تقبلها، وهي تكون اسما وصفة عند سيبويه، والجمع قبائل، عن اللحياني. وقد قبلت الريح، وبالفتح، تقبل قبلا وقبولا، الأول عن اللحياني، وهي ريح قبول، والاسم من هذا مفتوح والمصدر مضموم.
وأقبل القوم: دخلوا في القبول، وقبلوا:
أصابتهم القبول. ابن بزرج: قالوا قبلوها الريح أي أقبلوها الريح، قال الأزهري: وقابلوها الريح بمعناه، فإذا قالوا استقبلوها الريح فان أكثر كلامهم استقبلوا بها الريح. والقبول: الحسن والشارة، وهو القبول، بضم القاف أيضا، لم يحكها الا ابن الأعرابي وانما المعروف القبول، بالفتح، وقول أبوب بن عيابة:
ولا من عليه قبول يرى، وآخر ليس عليه قبول معناه لا يستوي من له رواء وحياء ومرؤة ومن ليس له شئ من ذلك. والقبول: أن تقبل العفو والعافية وغير ذلك، وهو اسم للمصدر وأميت الفعل منه.
ويقال: اقتبل أمره إذا استأنفه. وفي حديث الحج:
لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي أي لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته أخيرا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي معي وقلدته وأشعرته، فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحره ولا ينحر الا يوم النحر فلا يصح له فسخ الحج بعمرة، ومن لم يكن معه هذي لا يلتزم هذا ويجوز له فسخ الحج، وانما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه لأنه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم، فقال لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم و ليعلموا أن الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه، وأنه لولا الهدي لفعله.
ورجل مقتبل الشباب أي مستقبل الشباب إذا لم ير عليه أثر كبر، وقال أبو كبير:
ولرب من طأطأته بحفيرة، كالرمح، مقتبل الشباب محبر الفراء: اقتبل الرجل إذا كأس بعد حماقة.
ويقال: انزل بقبل هذا الجبل أي بسفحه. ووقع السهم بقبل هذا وبد بره، وكان ذلك في قبل من شبابه، وكان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف
(٥٤٥)
مفاتيح البحث: الحج (2)، السجود (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»
الفهرست