لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٥٤٩
وصار الإعراب فيه فتح اللام الأولى كما تفتح في قولك مررت بتمر وبتمرة وبرجل وبرجلين، قال ابن بري والمشهور في رجز منظور:
لم تأل عن قتلا لي على الحكاية أي عن قولها قتلا له أي اقتلوه. ثم يدغم التنوين في اللام فيصير في السمع على ما رواه الجوهري، قال: وليس الأمر على ما تأوله. وقاتله مقاتلة وقتالا، قال سيبويه: وفروا الحروف كما وفروها في أفعلت إفعالا.
قال: والتقتال القتل وهو بناء موضوع للتكثير كأنك قلت في فعلت فعلت، وليس هو مصدر فعلت، ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فعلت على فعلت. وقتلوا تقتيلا: شدد للكثرة. والمقاتلة: القتال، وقد قاتله قتالا وقيتالا، وهو من كلام العرب، وكذلك المقاتل، قال كعب بن مالك:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا، وأنجو إذا عم الجبان من الكرب وقال زيد الخيل:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا، وأنجو إذا لم ينج إلا المكيس والمقاتلة: الذين يلون القتال، بكسر التاء، وفي الصحاح: القوم الذين يصلحون للقتال. وقوله تعالى: قاتلهم الله أنى يؤفكون، أي لعنهم أنى يصرفون، وليس هذا بمعنى القتال الذي هو من المقاتلة والمحاربة بين اثنين. وقال الفراء في قوله تعالى: قتل الإنسان ما أكفره، معناه لعن الإنسان، وقاتله الله لعنه الله، وقال أبو عبيدة:
معنى قاتل الله فلانا قتله. ويقال: قاتل الله فلانا أي عاداه. وفي الحديث: قاتل الله اليهود أي قتلهم الله، وقيل: لعنهم الله، وقيل:
عاداهم، قال ابن الأثير: وقد تكرر في الحديث ولا يخرج عن أحد هذه المعاني، قال: وقد يرد بمعنى التعجب من الشئ كقولهم: تربت يداه، قال: وقد ترد ولا يراد بها وقوع الأمر، وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قاتل الله سمرة، وسبيل فاعل أن يكون بين اثنين في الغالب، وقد يرد من الواحد كسافرت وطارقت النعل. وفي حديث المار بين يدي المصلي:
قاتله فإنه شيطان أي دافعه عن قبلتك، وليس كل قتال بمعنى القتل.
وفي حديث السقيفة: قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنة وشر أي دفع الله شره كأنه إشارة إلى ما كان منه في حديث الإفك، والله أعلم، وفي رواية: أن عمر قال يوم السقيفة اقتلوا سعدا قتله الله أي اجعلوه كمن قتل واحسبوه في عداد من مات وهلك، ولا تعتدوا بمشهده ولا تعرجوا على قوله. وفي حديث عمر أيضا: من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من المسلمين فاقتلوه أي اجعلوه كمن قتل ومات بأن لا تقبلوا له قولا ولا تقيموا له دعوة، وكذلك الحديث الآخر: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما أي أبطلوا دعوته واجعلوه كمن قد مات.
وفي الحديث: على المقتتلين أن ينحجزوا الأولى فالأولى، وإن كانت امرأة، قال ابن الأثير: قال الخطابي معناه أن يكفوا عن القتل مثل أن يقتل رجل له ورثة فأيهم عفا سقط القود، والأولى هو الأقرب والأدنى من ورثة القتيل، ومعنى المقتتلين أن يطلب أولياء القتيل القود فيمتنع القتلة فينشأ
(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»
الفهرست