لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٣٥
والعدل:
أن تعدل الشئ عن وجهه، تقول: عدلت فلانا عن طريقه وعدلت الدابة إلى موضع كذا، فإذا أراد الاعوجاج نفسه قيل: هو ينعدل أي يعوج. وانعدل عنه وعادل: اعوج، قال ذو الرمة:
وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها حياء، ولو طاوعته لم يعادل (* قوله واني لأنحي كذا ضبط في المحكم، بضم الهمزة وكسر الحاء، وفي القاموس: وأنحاء عنه: عدله).
قال: معناه لم ينعدل، وقيل: معنى قوله لم يعادل أي لم يعدل بنحو أرضها أي بقصدها نحوا، قال: ولا يكون يعادل بمعنى ينعدل. والعدال: أن يعرض لك أمران فلا تدري إلى أيهما تصير فأنت تروى في ذلك، عن ابن الأعرابي وأنشد:
وذو الهم تعديه صريمة أمره، إذا لم تميته الرقى، ويعادل يقول: يعادل بين الأمرين أيهما يركب. تميته: تذلله المشورات وقول الناس أين تذهب.
والمعادلة: الشك في أمرين، يقال: أنا في عدال من هذا الأمر أي في شك منه: أأمضي عليه أم أتركه. وقد عادلت بين أمرين أيهما آتي أي ميلت، وقول ذي الرمة:
إلى ابن العامري إلى بلال، قطعت بنعف معقلة العدالا قال الأزهري: العرب تقول قطعت العدال في أمري ومضبت على عزمي، وذلك إذا ميل بين أمرين أيهما يأتي ثم استقام له الرأي فعزم على أولاهما عنده. وفي حديث المعراج: أتيت بإناءين فعدلت بينهما، يقال: هو يعدل أمره ويعادله إذا توقف بين أمرين أيهما يأتي، يريد أنهما كانا عنده مستويين لا يقدر على اختيار أحدهما ولا يترجح عنده، وهو من قولهم: عدل عنه يعدل عدولا إذا مال كأنه يميل من الواحد إلى الآخر، وقال المرار:
فلما أن صرمت، وكان أمري قويما لا يميل به العدول قال: عدل عني يعدل عدولا لا يميل به عن طريقه الميل، وقال الآخر:
إذا الهم أمسى وهو داء فأمضه، ولست بممضيه، وأنت تعادله قال: معناه وأنت تشك فيه. ويقال: فلان يعادل أمره عدالا ويقسمه أي يميل بين أمرين أيهما يأتي، قال ابن الرقاع:
فإن يك في مناسمها رجاء، فقد لقيت مناسمها العدالا أتت عمرا فلاقت من نداه سجال الخير، إن له سجالا والعدال: أن يقول واحد فيها بقية، ويقول آخر ليس فيها بقية.
وفرس معتدل الغرة إذا توسطت غرته جبهته فلم تصب واحدة من العينين ولم تمل على واحد من الخدين، قاله أبو عبيدة.
وعدل الفحل عن الضراب فانعدل: نحاه فتنحى، قال أبو النجم: وانعدل الفحل ولما يعدل
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست