لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٤٦
ما لفلان مضرب عسلة يعني من النسب، لا يستعملان إلا في النفي، وقيل: أصل ذلك في شور العسل ثم صار مثلا للأصل والنسب.
وعسل اللبنى: شئ ينضح من شجرها يشبه العسل لا حلاوة له. وعسل الرمث: شئ أبيض يخرج منه كأنه الجمان. وعسل الرجل: طيب الثناء عليه، عن ابن الأعرابي، وهو من العسل لأن سامعه يلذ بطيب ذكره. والعسل: طيب الثناء على الرجل. وفي الحديث: إذا أراد الله بعبد خيرا عسله في الناس أي طيب ثناءه فيهم، وروي أنه قيل لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما عسله؟ فقال:
يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله أي جعل له من العمل الصالح ثناء طيبا، شبه ما رزقه الله من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يجعل في الطعام فيحلولي به ويطيب، وهذا مثل، أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه كما يتحف الرجل أخاه إذا أطعمه العسل.
ويقال: لبنه ولحمه وعسله إذا أطعمه اللبن واللحم والعسل.
والعسل: الرجال الصالحون، قال: وهو جمع عاسل وعسول، قال: وهو مما جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به، قال الأزهري: كأنه أراد رجل عاسل ذو عسل أي ذو عمل صالح الثناء به عليه يستحلى كالعسل.
وجارية معسولة الكلام إذا كانت حلوة المنطق مليحة اللفظ طيبة النغمة. وعسل الرمح يعسل عسلا وعسولا وعسلانا:
اشتد اهتزازه واضطرب. ورمح عسال وعسول: عاسل مضطرب لدن، وهو العاتر وقد عتر وعسل، قال:
بكل عسال إذا هز عتر وقال أوس:
تقاك بكعب واحد وتلذه يداك، إذا ما هز بالكف يعسل والعسل والعسلان: أن يضطرم الفرس في عدوه فيخفق برأسه ويطرد متنه. وعسل الذئب والثعلب يعسل عسلا وعسلانا: مضى مسرعا واضطرب في عدوه وهز رأسه، قال:
والله لولا وجع في العرقوب، لكنت أبقى عسلا من الذيب استعاره للإنسان، وقال لبيد:
عسلان الذئب أمسى قاربا، برد الليل عليه فنسل وقيل: هو للنابغة الجعدي، والذئب عاسل، والجمع العسل والعواسل، وقول ساعدة بن جؤية:
لدن بهز الكف يعسل متنه فيه، كما عسل الطريق الثعلب أراد عسل في الطريق فحذف وأوصل، كقولهم دخلت البيت، ويروى لذ. والعسل حباب الماء إذا جرى من هبوب الريح. وعسل الماء عسلا وعسلانا: حركته الريح فاضطرب وارتفعت حبكه، أنشد ثعلب:
قد صبحت والظل غض ما زحل حوضا، كأن ماءه إذا عسل من نافض الريح، رويزي سمل
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست