لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٣٣
غلط لتقارب معنى العدل من العدل، وقد أجمعوا على أن واحد الأعدال عدل، قال: ونصب قوله صياما على التفسير كأنه عدل ذلك من الصيام، وكذلك قوله: ملء الأرض ذهبا، وقال الزجاج: العدل والعدل واحد في معنى المثل، قال:
والمعنى واحد، كان المثل من الجنس أو من غير الجنس. قال أبو إسحق:
ولم يقولوا إن العرب غلطت وليس إذا أخطأ مخطئ وجب أن يقول إن بعض العرب غلط. وقرأ ابن عامر: أو عدل ذلك صياما، بكسر العين، وقرأها الكسائي وأهل المدينة بالفتح. وشرب حتى عدل أي صار بطنه كالعدل وامتلأ، قال الأزهري: وكذلك عدن وأون بمعناه.
ووقع المصطرعان عدلي بعير أي وقعا معا ولم يصرع أحدهما الآخر.
والعديلتان: الغرارتان لأن كل واحدة منهما تعادل صاحبتها.
الأصمعي: يقال عدلت الجوالق على البعير أعدله عدلا، يحمل على جنب البعير ويعدل بآخر.
ابن الأعرابي: العدل، محرك، تسوية الأونين وهما العدلان.
ويقال: عدلت أمتعة البيت إذا جعلتها أعدالا مستوية للاعتكام يوم الظعن. والعديل: الذي يعادلك في المحمل.
والاعتدال: توسط حال بين حالين في كم أو كيف، كقولهم جسم معتدل بين الطول والقصر، وماء معتدل بين البارد والحار، ويوم معتدل طيب الهواء ضد معتذل، بالذال المعجمة.
وكل ما تناسب فقد اعتدل، وكل ما أقمته فقد عدلته. وزعموا أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني كما يعدل السهم في الثقاف، أي قوموني، قال:
صبحت بها القوم حتى امتسك‍ - ت بالأرض، أعدلها أن تميلا وعدله: كعدله. وإذا مال شئ قلت عدلته أي أقمته فاعتدل أي استقام. ومن قرأ قول الله، عز وجل: خلقك فسواك فعدلك، بالتخفيف، في أي صورة ما شاء، قال الفراء: من خفف فوجهه، والله أعلم، فصرفك إلى أي صورة ما شاء: إما حسن وإما قبيح، وإما طويل وإما قصير، وهي قراءة عاصم والأخفش، وقيل أراد عدلك من الكفر إلى الإيمان وهي نعمة (* قوله وهي نعمة كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وهما نعمتان) ومن قرأ فعدلك فشدد، قال الأزهري: وهو أعجب الوجهين إلى الفراء وأجودهما في العربية، فمعناه قومك وجعلك معتدلا معدل الخلق، وهي قراءة نافع وأهل الحجاز، قال:
واخترت عدلك لأن المطلوب الإثنتين التركيب أقوى في العربية من أن تكون في العدل، لأنك تقول عدلتك إلى كذا وصرفتك إلى كذا، وهذا أجود في العربية من أن تقول عدلتك فيه وصرفتك فيه، وقد قال غير الفراء في قراءة من قرأ فعدلك، بالتخفيف: إنه بمعنى فسواك وقومك، من قولك عدلت الشئ فاعتدل أي سويته فاستوى، ومنه قوله: وعدلنا ميل بدر فاعتدل أي قومناه فاستقام، وكل مثقف معتدل. وعدلت الشئ بالشئ أعدله عدولا إذا ساويته به، قال شمر: وأما قول الشاعر:
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»
الفهرست