لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٢٠٣
فقلن له: ويلك أي شئ تصنع؟
فقال:
البس لكل حالة لبوسها:
إما نعيمها وإما بوسها واللبوس: الثياب والسلاح. مذكر، فإن ذهبت به إلى الدرع أنثت. وقال الله تعالى: وعلمناه صنعة لبوس لكم، قالوا: هو الدرع تلبس في الحروب. ولبس الهودج: ما عليه من الثياب. يقال:
كشفت عن الهودج لبسه، وكذلك لبس الكعبة، وهو ما علينا من اللباس، قال حميد بن ثور يصف فرسا خدمته جواري الحي:
فلما كشفن اللبس عنه مسحنه بأطراف طفل، زان غيلا موشما وإنه لحسن اللبسة واللباس. واللبسة: حالة من حالات اللبس، ولبست الثوب لبسة واحدة. وفي الحديث: أنه نهى عن لبستين، هي بكسر اللام، الهيئة والحالة، وروي بالضم على المصدر، قال الأثير:
والأول الوجه. ولباس النور: أكمته. ولباس كل شئ:
غشاؤه. ولباس الرجل: امرأته، وزوجها لباسها. وقوله تعالى في النساء:
هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، أي مثل اللباس، قال الزجاج:: قد قيل فيه غير ما قول قيل: المعنى تعانقونهن ويعانقنكم، وقيل:
كل فريق منكم يسكن إلى صاحبه ويلابسه كما قال تعالى: وجعل منها زوجها ليسكن إليها. والعرب تسمي المرأة لباسا وإزارا، قال الجعدي يصف امرأة:
إذا ما الضجيع ثنى عطفها، تثنت، فكانت عليه لباسا ويقال: لبست امرأة أي تمتعت بها زمانا، ولبست قوما أي تمليت بهم دهرا، وقال الجعدي:
لبست أناسا فأفنيتهم، وأفنيت بعد أناس أناسا ويقال: لبست فلانة عمري أي كانت معي شبابي كله. وتلبس حب فلانة بدمي ولحمي أي اختلط. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الليل لباسا أي تسكنون فيه، وهو مشتمل عليكم. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: فأذاقها الله لباس الجوع والخوف، جاعوا حتى أكلوا الوبر بالدم وبلغ منهم الجوع الحال التي لا غاية بعدها، فضرب اللباس لما نالهم مثلا لاشتماله على لابسه. ولباس التقوى:
الحياء، هكذا جاء في التفسير، ويقال: الغليظ الخشن القصير.
وألبست الأرض: غطاها النبت. وألبست الشئ، بالألف، إذا غطيته. يقال: ألبس السماء السحاب إذا غطاها. ويقال:
الحرة الأرض التي لبستها حجارة سود. أبو عمرو: يقال للشئ إذا غطاه كله ألبسه ولا يكون لبسه كقولهم ألبسنا الليل، وألبس السماء السحاب ولا يكون لبسنا الليل ولا لبس السماء السحاب.
ويقال: هذه أرض ألبستها حجارة سود أي غطتها. والدجن: أن يلبس الغيم السماء.
والملبس: كاللباس. وفي فلان ملبس أي مستمتع. قال أبو زيد: يقال إن في فلان لملبسا أي ليس به كبر، ويقال: كبر، ويقال: ليس لفلان لبيس أي ليس له مثل. وقال أبو مالك: هو من الملابسة وهي المخالطة. وجاء لابسا أذنيه أي متغافلا، وقد لبس له أذنه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة