لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ١٥٣
معطون، ويضم في غير الأصلية فيقول عيسون، وكذلك القول في موسى، والنسبة إليهما عيسوي وموسوي، بقلب الياء واوا، كما قلت في مرمى مرموي، وإن شئت حذفت الياء فقلت عيسى وموسى، بكسر السين، كما قلت مرمي وملهي، قال الأزهري: كأن أصل الحرف من العيس، قال: وإذا استعملت الفعل منه قلت عيس يعيس أو عاس يعيس، قال: وعيسى شبه فعلى، قال الزجاج: عيسى اسم عجمي عدل عن لفظ الأعجمية إلى هذا البناء وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العجمة والتعريف فيه، ومنال اشتقاقه من كلام العرب أن عيسى فعلى فالألف تصلح أن تكون للتأنيث فلا ينصرف في معرفة ولا نكرة، ويكون اشتقاقه من شيئين: أحدهما العيس، والآخر من العوس، وهو السياسة، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فأما اسم نبي الله فعدول عن إيسوع، كذا يقول أهل السريانية، قال الكسائي: وإذا نسبت إلى موسى وعيسى وما أشبهها مما فيه الياء زائدة قلت موسي وعيسي، بكسر السين وتشديد الياء.
وقال أبو عبيدة: أعيس الزرع إعياسا إذا لم يكن فيه رطب، وأخلس إذا كان فيه رطب ويابس.
فصل الغين المعجمة * غبس: الغبس والغبسة: لون الرماد، وهو بياض فيه كدرة، وقد أغبس. وذئب أغبس إذا كان ذلك لونه، وقيل: كل ذئب أغبس، وفي حديث الأعشى:
كالذئبة الغبساء في ظل السرب أي الغبراء، وقيل: الأغبس من الذئاب الخفيف الحريص، وأصله من اللون. والورد الأغبس من الخيل: هو الذي تدعون الأعاجم السمند.
اللحياني: يقال غبس وغبش لوقت الغلس، وأصله من الغبسة. وهو لون بين السواد والصفرة. وحمار أغبس إذا كان أدلم. وغبس الليل:
ظلامه من أوله، وغبشه من آخره. وقال يعقوب: الغبس والغبش سواء، حكاه في المبدل، وأنشد:
ونعم ملقى الرجال منزلهم، ونعم مأوى الضريك في الغبس تصدر ورادهم عساسهم، وينحرون العشار في الملس يعني أن لبنهم كثير يكفي الأضياف حتى يصدرهم، وينحرون مع ذلك العشار، وهي التي أتى عليها من حملها عشرة أشهر، فيقول: من سخائهم ينحرون العشار التي قد قرب نتاجها.
وغبس الليل وأغبس: أظلم. وفي حديث أبي بكر ابن عبد الله: إذا استقبلوك يوم الجمعة فاستقبلهم حتى تغبسها حتى لا تعود أن تخلف: يعني إذا مضيت إلى الجمعة فلقيت الناس وقد فرغوا من الصلاة فاستقبلهم بوجهك حتى تسوده حياء منهم كي لا تتأخر بعد ذلك، والهاء في تغبيسها ضمير الغرة أو الطلعة. والغبسة:
لون الرماد. ولا أفعله سجيس غبيس الأوجس أي أبد الدهر.
وقولهم: لا آتيك ما غبا غبيس أي ما بقي الدهر، قال ابن الأعرابي: ما أدري ما أصله، وأنشد الأموي:
وفي بني أم زبير كيس، على الطعام، ما غبا غبيس أي فيهم جود. وما غبا غبيس: ظرف من الزمان. وقال بعضهم: أصله الذئب. وغبيس: تصغير
(١٥٣)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة