لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ١٩٤
في النار، بدل مكردس وهو بمعناه. والتكريس: ضم الشئ بعضه إلى بعض، ويجوز أن يكون من كرس الدمنة حيث تقف الدواب. والكرس: الجماعة من الناس، وقيل:
الجماعة من أي شئ كان، والجمع أكراس، وأكاريس جمع الجمع، فأما قول ربيعة بن الجحدر:
ألا إن خير الناس رسلا ونجدة، بعجلان، قد خفت لديه الأكارس فإنه أراد الأكاريس فحذف للضرورة، ومثله كثير. وكرس كل شئ: أصله.
يقال: إنه لكريم الكرس وكريم القنس وهما الأصل، وقال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك:
أنت أبا العباس، أولى نفس بمعدن الملك القديم الكرس الكرس: الأصل.
والكرسي: معروف واحد والكراسي، وربما قالوا كرسي، بكسر الكاف. وفي التنزيل العزيز: وسع كرسيه السماوات والأرض، في بعض التفاسير: الكرسي العلم وفيه عدة أقوال. قال ابن عباس: كرسيه علمه، وروي عن عطاء أنه قال: ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة، قال الزجاج: وهذا القول بين لأن الذي نعرفه من الكرسي في اللغة الشئ الذي يعتمد عليه ويجلس عليه فهذا يدل على أن الكرسي عظيم دونه السماوات والأرض، والكرسي في اللغة والكراسة إنما هو الشئ الذي قد ثبت ولزم بعضه بعضا. قال: وقال قوم كرسيه قدرته التي بها يمسك السماوات والأرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كرسيا أي اجعل له ما يعمده ويمسكه، قال: وهذا قريب من قول ابن عباس لأن علمه الذي وسع السماوات والأرض لا يخرج من هذا، والله أعلم بحقيقة الكرسي إلا أن جملته أمر عظيم من أمر الله عز وجل، وروى أبو عمرو عن ثعلب أنه قال: الكرسي ما تعرفه العرب من كراسي الملوك، ويقال كرسي أيضا، قال أبو منصور: والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل. والانكراس: الانكباب. وقد انكرس في الشئ إذا دخل فيه منكبا.
والكروس، بتشديد الواو: الضخم من كل شئ، وقيل: هو العظيم الرأس والكاهل مع صلابة، وقيل: هو العظيم الرأس فقط، وهو اسم رجل. التهذيب:
والكروس الرجل الشديد الرأس والكاهل في جسم، قال العجاج:
فينا وجدت الرجل الكروسا ابن شميل: الكروس الشديد، رجل كروس. والكروس: الهجيمي من شعرائهم.
والكرياس: الكنيف، وقيل: هو الكنيف الذي يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض، ومنه حديث أبي أيوب أنه قال: ما أدري ما أصنع بهذه الكراييس، وقد نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن تستقبل القبلة بغائط أو بول يعني الكنف. قال أبو عبيد:
الكراييس واحدها كرياس، وهو الكنيف الذي يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض، فإذا كان أسفل فليس بكرياس. قال الأزهري:
سمي كرياسا لما
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة