لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٦٢
برؤوسها. وفي الحديث أنه قال لعلي: أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الصاد، يعني الذي به الصيد وهو داء يصيب الإبل في رؤوسها فتسهيل أنوفها وترفع رؤوسها ولا تقدر أن تلوي معه أعناقها. يقال: بعير صاد أي ذو صاد، كما يقال: رجل مال ويوم راح أي ذو مال وريح. وقيل:
أصل صاد صيد، بالكسر. قال ابن الأثير: ويجوز أن يروى صاد، بالكسر، على أنه اسم فاعل من الصدى العطش.
قال: والصيد أيضا جمع الأصيد.
وقال الليث وغيره: الصيد مصدر الأصيد، وهو الذي يرفع رأسه كبرا، ومنه قيل للملك: أصيد لأنه لا يلتفت يمينا ولا شمالا، وكذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء، والفعل صيد، بالكسر، يصيد، قال: أهل الحجاز يثبتون الياء والواو نحو صيد وعور، وغيرهم يقول صاد يصاد وعار يعار. قال الجوهري: وإنما صحت الياء فيه لصحتها في أصله لتدل عليه، وهو اصيد، بالتشديد، وكذلك أعور لأن عور واعور معناهما واحد، وإنما حذفت منه الزوائد للتخفيف ولولا ذلك لقلت صاد وعار وقلبت الواو ألفا كما قلبتها في خاف، قال: والدليل على أنه افعل مجئ أخواته على هذا في الألوان والعيوب نحو اسود واحمر، ولذا قالوا عور وعرج للتخفيف، وكذلك قياس عمي وإن لم يسمع، ولهذا لا يقال من هذا الباب ما أفعله في التعجب، لأن أصله يزيد على الثلاثي ولا يمكن بناء الرباعي من الرباعي، وإنما يبنى الوزن الأكثر من الأقل. وفي حديث ابن الأكوع: قلت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم:
إني رجل أصيد، أفأصلي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازرره عليك ولو بشوكة، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية وهو الذي في رقبته علة لا يمكنه الالتفات معها. قال: والمشهور إني رجل أصيد من الاصطياد. قال: ودواء الصيد أن يكوى موضع بين عينيه فيذهب الصيد، وأنشد:
أشفي المجانين وأكوي الأصيدا والصاد: النحاس، قال أبو عبيد: الصاد قدور الصفر والنحاس، قال حسان بن ثابت:
رأيت قدور الصاد حول بيوتنا، قبائل سحما في المحلة صيما (* قوله قبائل في الأساس قنابل.) والجمع صيدان، والصادي منسوب إليه، وقيل: الصاد الصفر نفسه. وقال بعضهم: الصيدان النحاس، وقال كعب:
وقدرا تغرق الأوصال فيه، من الصيدان، مترعة ركودا والصيدان والصيداء: حجر أبيض تعمل منه البرام. غيره:
والصيدان، بالفتح، برام الحجارة، قال أبو ذؤيب:
وسود من الصيدان فيها مذانب نضار، إذا لم نستفدها نعارها قال ابن بري: ويروى هذا البيت بفتح الصاد من الصيدان وكسرها، فمن فتحها جعل الصيدان جمع صيدانة، فيكون من باب تمر وتمرة، ومن كسرها جعلها جمع صاد للنحاس، ويكون صاد وصيدان بمنزلة تاج وتيجان. وقوله فيها مذانب نضار، يريد فيها مغارف معمولة من النضار، وهو شجر معروف.
قال: وأما الحجارة التي تعمل منها القدور فهي
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518