الذمة، العهد، ومنه قول الله جل وعز " ولا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة " ، وهو الذم أيضا، قال أسامة الهذلي: " من الطويل " كما ناشد الذم الكفيل المعاهد والزعيم: الكفيل.
وقوله: ألا يهيج على التقوى زرع قوم. يريد: لا يجف يقال: هاج النبت، إذا يبس. ومنه قول الله تعالى: " ثم يهيج فتراه مصفرا ".
والسنخ والأصل واحد، وأضاف أحدهما إلى الآخر لما اختلف اللفظان، وإن كان المعنى واحدا، وأراد انه من عمل لله عملا لم يفسد ذلك العمل ولم يبطل، كما يفسد النبت بهيج أعلاه وعطش أسفله، ولكنه لا يزال ناضرا. وأغباش الفتنة ظلمها، واحدها غبش، وأغباش الليل بقايا ظلمه، ومنه الحديث في صلاة الصبح: " والنساء متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغبش ". والهدنة هي السكون، يقال: هدن إذا سكن والمهادنة، الاصلاح.
وسمى بذلك، لأن السكون يكون به، وأراد أنه لا يعرف ما في الفتنة من الشر، ولا ما في السكون من الخير.
وقوله: ولم يغن في العلم يوما سالما، يريد: أن الجهال يسمونه عالما، ولم يلبث في العلم يوما تاما. وهو من قولك: غنيت بالمكان إذا لبثت به. ومنه قيل للمنزل، مغنى، وللنازل مغان، لأنه يقام بها.
وقوله: حتى إذا ما ارتوى من آجن، والآجن: الماء المتغير. والآسن نحوه.
شبه علمه به.
وقوله: قعد لتلخيص ما التبس على غيره. يريد: لتبيينه، وهو التخليص متقاربان، ولعلهما شئ واحد من المقلوب، خلصت ولخصت.
وقوله: ان نزلت به إحدى المبهمات، يريد مسألة معضلة مشكلة، وانما قيل لها: مبهمة، لأنها أبهمت عن البيان، كأنها أصمتت فلم يجعل عليها دليل ولا