وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها (1) ويسلس قيادها (2) ثم أخذتم تورون وقدتها (3) وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلى وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء (4) وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء (5) ويصير (6) منكم على مثل حز المدى (7) ووخز السنان في الحشا، وأنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية: أني ابنته!!.
أيها المسلمون أغلب على إرثي (8)؟ يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبى؟ لقد جئت شيئا فريا! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داوود (9))، وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب (10)) وقال (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله (11)) وقال: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل