تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
فيكون المفهوم حينئذ هو سلب ذلك العموم الأعم من عموم السلب.
وأما الثانيان: فلأن الملحوظ في أولهما - أيضا - لما كان نفس الطبيعة من حيث هي (1) وكان المنطوق نفي الجزاء عنها كذلك عند وجود الشرط وكان العموم بالنسبة إلى أفرادها من لوازم وقوعها في حيز النفي - كما عرفت - فيكون المأخوذ في طرف المفهوم - أيضا - هي كذلك، فيكون مفهومه إثبات الجزاء لها كذلك عند انتفاء الشرط ومن المعلوم أن ذلك يتحقق بإثباته لها بالنسبة إلى بعض أفرادها أيضا، فيكون المفهوم إثباته لها على نحو القضية المهملة الصادقة بالجزئية، فلا عموم فيه أصلا.
هذا بخلاف الثاني منهما، إذ الملحوظ فيه في طرف المنطوق إنما هي الأفراد على نحو الاستغراق، بمعنى أن المقصود إنما هو نفي الجزاء عن كل واحد واحد عند وجود الشرط.
وبعبارة أخرى: إن موضوع الحكم إنما هو كل واحد واحد منهما على نحو الاستقلال، بحيث يكون تلك القضية الواحدة في مقام قضايا متعددة، وبمقدار تعدد الأجزاء، نظرا إلى أن الظاهر من أدوات العموم إنما هي السورية للقضية - كما سيأتي تحقيقه لا الموضوعية - فيكون الموضوع هذا الفرد أو ذاك وذلك وهكذا، فيكون القضية في مقام قولنا: لا تكرم زيدا - مثلا - ولا تكرم بكرا، ولا تكرم

(1) إذ النكرة أيضا طبيعة، فإنها هي الطبيعة الملحوظة فيها فردها، وهي ليست بفرد.
وبعبارة أخرى: إنما () هي حصة من الطبيعة اللا بشرط محتملة لحصص كثيرة: منها إطلاقها على كل واحدة منها على حد سواء، وحكمها حكم الطبيعة اللا بشرط من حيث كفاية أخذ الأفراد في كل منهما في جانب الوجود وتوقف انتفاء كل منهما على انتفاء جميع الأفراد. منه طاب ثراه.
(١٧٦)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377