تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٧٢
وأما الأولى فلتبادر ذلك منها عرفا عند الإطلاق وعدم القرينة.
ويكشف عن ذلك التبادر أنه لو قال أحد: إن جاءك زيد فأكرمه، ثم قال: وإن لم يجئك فأكرمه - يفهم العرف التنافي بين الكلامين، ولو لا ظهور الأول في تعليق وجوب الإكرام على المجيء لما كان بينهما تناف أصلا.
ويؤيده تسمية أهل العربية لتلك الأدوات بأدوات الشرط، فإن الظاهر أن مرادهم أنها تفيد معنى الشرط، ومن المعلوم أن مادة الشرط ظاهرة في التعليق، ويقويه حكاية الاتفاق عنهم على وضعها للتعليق.
وكيف كان فلا ينبغي الارتياب في ظهور الأدوات في سببية الشرط المذكور في القضية للجزاء مع تعليق الجزاء عليه، وبضميمة إطلاق التعليق يتم المطلوب، وهو دلالتها على انتفاء الجزاء بانتفاء ما ذكر من الشرط في القضية بالتقريب المتقدم، فإن كان المذكور فيها شرطا واحدا فيفيد انتفاءه بانتفائه، أو متعددا فبانتفاء الجميع، فإن قضية الإطلاق المذكور تعين المعلق عليه في تلك الأمر والمتعددة الذكورة في القضية بالإضافة إلى غيره مما لم يذكر فيها وإن كان مقتضى تعدد المذكور فيها بدلية كل من تلك الأمور عن الآخر.
ثم إن القول بإفادة الأدوات للانتفاء عند الانتفاء وضعا من باب الالتزام يستفاد من صاحب المعالم (1) - قدس سره - واختاره غيره - أيضا - على ما حكى عنه، واحتج عليه: بأن قولنا: - إن جاءك زيد فأكرمه - بمنزلة قولنا: - الشرط في وجوب إكرامه مجيئه إياك - فكما أن ذلك يفيد (2) الانتفاء عند الانتفاء فكذا هذه.
وأورد (3) عليه تارة: بأن ظهور ذلك [في] انتفاء الإكرام بانتفاء المجيء إنما
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الوجوب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377